الخميس، مارس 26، 2009

أسباب إضراب 6 أبريل المقبل

بعد انتهاء عام 2005 و إحداثه السياسية المتلاحقة بدأت مرحله من الخمول السياسي النسبي بدأت في التصاعد بعد اعتقالات أحداث القضاة في منتصف 2006 و إحكام القبضة الامنيه مره أخرى .
و بعد عدة محاولات من قوى معارضه مختلفة للنزول للشارع مره أخرى و إعادة التواصل مع الجماهير تزامنت مع خروج العديد من التحليلات التي تصب في فكرة تصحيح مسار قوى المعارضة الوطنية و ضرورة الاتصال الحقيقي مع الجماهير.و لكن إحكام القبضة الامنيه و غياب الخريطة الموحدة لقوى المعارضة ساهم في صعوبة المهمة كثيرا.
و فجأة ظهرت الاحتجاجات الإجتماعيه في 2007 التي رغم أنها أحد نتائج الحراك السياسي في 2005 إلا أنها كانت الملهمة لكثير من القوى السياسية الوطنية.. و كانت بمثابة الأمل لكثير من السياسيين بأن هذا الشعب الذي ينتفض من أجل المطالبة بحقوقه البسيطة و لو كانت اقتصاديه و اجتماعيه و لكنه حتما سينتفض يوما ما من أجل المطالبة بحقوقه السياسية الضائعة.
و في نهايات 2007 ظهرت دعوة عمال المحلة للقيام بإضراب عام في مصنع غزل المحلة إن لم يتم الاستجابة لمطالبهم.. و تلقف العديد من النشطاء هذه الدعوة و فكروا في تطويرها لإضراب عام لشعب مصر,و اتفقت العديد من القوى السياسية على فكرة إضراب عام لشعب مصر.
و قد كان للقوى السياسية الوطنية سابق تجربه في الدعوة لإضراب عام في 23 يوليو 2007 و لكنها لم تنتشر بالقدر الكافي .
و قد كان لنجاح دعوة إضراب 6 ابريل 2008 و الاستجابة الغير متوقعه التي حدثت العديد من العوامل و الأسباب أهمها و أبرزها هو حالة الاحتقان الشديد التي كانت متوفرة لدى جميع طوائف الشعب بسبب الغلاء المهول في الأسعار و ثبات المرتبات و العشوائية المفرطة في اتخاذا القرارات.. بالاضافه لوجود الشباب الذي استجاب لدعوه الإضراب و بدأ في تطويرها و نشرها بجميع الوسائل الحديثة و التي كان أهمها هو موقع الفيسبوك الشهير.
و لو نظرنا للأوضاع الحالية فسنجد إن الظرف الموضوعي لا يزال مستمرا و في ازدياد, فلم تنخفض الأسعار كما وعدت الحكومة , و لا تزال المرتبات في القطاع العام و غالبية القطاع الخاص لا تفي بالاحتياجات الضرورية , و لم تنخفض أسعار الوقود في مصر رغم انخفاضها في العديد من دول العالم,و لا يزال السوق في مصر يعانى من الفوضى و الاحتكار لصالح إفراد قلائل, و لا تزال حكومة الحزب الوطني تفشل في حل ابسط المشكلات و لا تزال العشوائية و الفوضى هي المسيطرة على جميع القرارات الحكومية.
بالاضافه لتأثيرات الازمه الاقتصادية العالمية و موجة عودة العاملين المصريين في الخارج و موجة التسريح المفاجئ التي انتشرت في القطاع الخاص المصري نتيجة لعدم الالتزام بقانون العمل بسبب غياب الرقابة.
و بالطبع لم تحدث اى إصلاحات حقيقية طبقا للوعود لا في الحكومة الحالية و لا في الحكومات السابقة.. بل و لن تحدث اى إصلاحات في الحكومات القادمة التابعة لنفس الحزب و نفس المنظومة.
فالحزب الوطني و حكومته و نظامه لا يرغب في اى إصلاح حقيقي, بل هي مجرد مسكنات لإبقاء الوضع على ما هو عليه .
و لكن لماذا 6 ابريل 2009؟؟؟
لو اعتبرنا إن يوم 6 ابريل 2008 هو خطوه أولى لحدث جامع شارك عشرات الآلاف من الشباب الغير منتمى لتيارات سياسيه في نشره, و استجابت له العديد من الشرائح و الفئات.
و لو اعتبرنا أن 6 ابريل السابق خطوه هامه و كبرى في المشوار الطويل للتغيير و خطوه هامه في مشروع إيقاظ الشعب من غفوته و إعادة الايجابية للشباب المصري.
و لو علمنا حقيقة إن الإضراب السابق لم يكن هدف في حد ذاته و إنما وسيله لنشر ثقافة الاحتجاج السلمي و تشجيع الناس على المطالبة بالحقوق المشروعة .
فإن 6 ابريل القادم هو الخطوة الثانية المكملة للتراكمات التي حدثت منذ بدايات 2005, و يمكننا إن نعتبره انه الخطوة الثانية الكبرى في مشوار إعادة إيقاظ الشباب المصري و تجميعه على مطلب واحد , و الخطوة الثانية في مشروع إعادة بعث روح الايجابية و الانتماء في الشباب المصري.
ولا تزال الظروف التي سببت الاحتقان و الغليان موجودة و في ازدياد مستمر , و بالطبع لن تزول لأن الحزب الوطني و نظامه ليس لديه رغبه جديه في إصلاح حقيقي.
و لابد من التراكم و البناء على ما حدث في الإضراب السابق و تطوير الفكرة و تحديثها و تجنب السلبيات التي حدثت سابقا.
و هناك بالطبع بعض الانتقادات الموجهة لفكرة الإضراب السنوي و الحدث الموسمي, و لكن لو نظرنا لبعض التجارب المشابهة في الدول التي استطاعت تغيير الانظمه المستبدة فسنجد إن في شيلي مثلا كانت الدعوة للإضرابات و الاحتجاجات موسميه و متكررة و مبتكره مما ساهم في الاستجابة الشعبية الواسعة التي ساهمت بعد ذلك في تغيير النظام المستبد الذي كان يحكم البلاد بالحديد و النار بعد سنوات عديدة من الاحتجاجات و الائتلاف و المقاومة السلمية و التصميم على النجاح.
و هناك العديد من التجارب التي حدثت في السنوات السابقة و التي كانت تعتمد اعتماد اساسى على فكرة حرب اللاعنف و استراتيجيات التغيير السلمي و نشر ثقافة الاحتجاجات و الإضرابات السلمية إلى إن تنفض الشعوب الخوف عن نفسها و تغير واقعها بنفسها.
و لو نظرنا للعام الماضي فسنجد أنه عام 2008 و بداية 2009 هي فترة تصاعد الإضرابات و الاحتجاجات الفئوية و ازديادها ربما على خلاف المتوقع.
فقد توقع العديد من المحللين السياسيين أن بعد إضراب 6 ابريل 2008 لن يكون هناك إضرابات أخرى و أنه تم ضرب الحركة العمالية في مقتل.
و لكن الواقع العملي يشهد بغير ذلك ,.. فالإضرابات و الاحتجاجات السلمية في ازدياد مستمر.. بل أن المفاجئة هو تحول العديد من المطالب الاجتماعية للعديد من الفئات لمطالب سياسيه في المقام الأول. ترسيخا للقاعدة القائلة بأنه لا فصل للمطالب السياسية عن المطالب الاجتماعية و الاقتصادية.
و يوم 6 ابريل هو فرصه عظيمه ليوم جديد لتوحيد كلمة الشعب .. بأن تتحد كل الفئات التي تطالب كل يوم بحقوقها على يوم واحد لإعلان الإضراب السلمي العام حتى تتحقق لكل فئة مطالبها سواء بفك الحراسة عن النقابات أو الكادر أو الإرباح أو البدلات أو رفع المرتبات أو خفض الضرائب الغير مدروسة أو أي مطالب اقتصاديه أو اجتماعيه مشروعه.
بالاضافه لإضراب الطلاب لتحقيق مطالبهم الطلابية التي أعلنوها في يوم 21 فبراير الماضي من تحسين مناهج وأحوال التعليم الجامعي و خفض أسعار الكتب الجامعية و المصروفات و خروج الحرس الجامعي تنفيذا لإحكام القضاء و إلغاء الائحه الطلابية الحالية التي دمرت نظام التعليم المصري.
بالاضافه لمطالب عامه تهم كل الفئات المصرية من حد أدنى للأجور و ربطها بالأسعار و إجراءات حقيقية لضبط السوق ووقف الفوضى.
ولا يوجد ما يمنع من إن يشمل اليوم العديد من الانشطه و الأفكار.
فبجانب الدعوة للإضراب عن العمل أو الدراسة أو الشراء احتجاجا على تردى الأوضاع الاقتصادية , لا يوجد مانع من أي دعوات سياسيه تصب نفس الهدف المطلوب.
بل إن الدعوة للإضراب العام يوم 6 ابريل من الممكن أن تكون بداية حقيقية للإتلاف بين جميع القوى السياسية و العمل الموحد الذي يليه مزيد من التعاون على أنشطه موحده.
أما بالنسبة للتخوف من الفوضى أو اى إعمال عنيفة فهي بالطبع تخوفات مشروعه و لكننا نؤكد على سلمية الدعوة و سلمية الاحتجاج و نشدد على وزارة الداخلية بان تمارس دورها الحقيقي بحماية المنشئات و الممتلكات فقط و ليس مهاجمة الجماهير التي تقوم بالاحتجاجات السلمية المشروعة لأن البدء بالعنف و القمع لا يولد سوى رد فعل عنيف .. و الضغط يولد الانفجار.
أما نحن .. فبالطبع لن نتوب عن حب الوطن .. و بالطبع لن نتوب عن حلمنا بتغييره بكل وسائل المقاومة السلمية.
لنجعل يوم 6 ابريل 2009 هو يوم جديد لإتحاد كل الفئات على فكرة المطالبة بالحقوق المشروعة.
لنجعل يوم 6 ابريل 2009 هو بداية الائتلاف الحقيقي بين كل القوى السياسية الوطنية.
ليكن شعارنا يوم 6 ابريل القادم هو … حقنا و هناخده

مدونة شباب 6 أبريل
http://shabab6april.wordpress.com/

ليست هناك تعليقات: